اللغة هي السبيل الأول لنقل الفكرة والتجربة عند الإنسان ، قبل التعامل مع المعطى الخارجي ، سواء بأخذ صورة عنه وفهمه ، أم بأعطائه تنظيماً ومعقولية، فلا مكان للفكر بدون لغة، وليست هذه الأخيرة لباساً للفكر، وإنما هي الجسد نفسه، لأن وجود الفكرة المجردة مرهون بتسميتها، وهكذا يمكن القول بأن اللغة بديل مقنن للتجربة ذاتها، لذلك عُدت اللغة ليست مجرد شكل، بل هي مضمون لفظ ومعنى.

          وفقاً لذلك فاللغة هي أساس كل نشاط ثقافي ، وفكري ، ووظيفتها الدلالة والإيحاء، فالدلالة اللغوية هي دلالة معرفية وفكرية، أو خيالية إبداعية ،أو إشارية موضوعية، أو خلاصة تعبيرية  للمعاناة ، تكشف عن الإبداع لخبرة حية باطنية وخارجية، طبيعية ، وتأريخية ، ونفسية، واجتماعية ، وإنسانية ، واللغة بهذا هي الرباط الذي يتحقق به الوعي الذاتي بالخبرات العامة ، ويتوافر به التواصل، والتناسخ، والتواجد المجتمعي والأنساني.