يكتسب العنصر البشري أهمية متعاظمة ومتميزة في ظروف التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة، على اعتبار أن تكوين رأس المال البشري يمثل الاساس في كل تنمية وتطور لكونه الموجه والمسيطر على رأس المال المادي، الذي يشكل بدوره العنصر الآخر من عناصر البناء، سيما ان العنصر البشري بطبيعته يعمل بنحو أو بأخر على جعل نتاجاته وانجازاته المادية والعلمية والفكرية متأثرة به، ان لم نقل منحازة لتكويناته وشخصيته ونظرته لكثير من اهتماماته، ومن هنا تتضح أهمية التعليم والتعليم الجامعي بنحو خاص في تكوين العناصر البشرية العلمية والمنتجة، التي يتميز دورها في تحديد حجم ونوعية المتطلبات البشرية المؤهلة والقادرة على استيعاب متطلبات التنمية والقيام بمهامها والتزاماتها، مما يجعل التعليم الجامعي عاملاً حيوياً في التغيرات الاجتماعية البنيوية في ضوء احتياجات الدولة والمجتمع الامر الذي عمل عليه في مركز التعليم المستمر في جامعة بغداد للمدة 1983- 1990. على الرغم من ذلك فان استمرار عمل المركز بنحو صحيح يتطلب الانفتاح والاطلاع على تجارب الاخرين وتطورها على مستوى التعليم المستمر وبعكسه تصبح انشطة المركز انشطة ادارية لا تتوافق مع متطلبات العلمية والتنمية وتطور الدولة والمجتمع.