قدم الغزو السوفيتي لأفغانستان تحديات أمنية واقتصادية للولايات المتحدة. فبعد الغزو السوفيتي لأفغانستان ، لم يكن لدى الولايات المتحدة استراتيجية واضحة لكيفية الرد على الغزو.، وعندما زار غلام فاروق عزام  الولايات المتحدة وهو العضو البارز في جبهة " نجاة ميلي" ووزير التعليم الافغاني في عهد برهان الدين رباني  بعد الغزو السوفيتي والتقى المسؤولين في واشنطن ،استنتج من اجتماعاته إلى أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن الاتحاد السوفيتي سوف لن يتوقف في أفغانستان وربما سيواصل سياسته التوسعية تجاه باكستان، ولم تخفي قلقها  بشأن مصالحها  في المنطقة ، لكنها لم تكن تجد الكيفية المناسبة لمعالجة هذه القضية. جل ما كان يعرفوه هو أن الأفغان كانوا على استعداد لمحاربة الروس وأن الأميركيين على استعداد لمساعدتهم. في نهاية السبعينات وطوال الثمانينيات استخف صناع السياسة الامريكية بعدم يقينهم في المستقبل، عندما كانوا يحددون الخيارات السياسية المتعلقة بأفغانستان. لقد اعتقدوا أن لديهم سيطرة أكبر على الأحداث مما كانوا يتمتعون به بالفعل، فمن من خلال توفير الدعم المالي والعسكري للمجاهدين الأفغان، سيتمكنون من السيطرة على المجاهدين اما مباشرة أو من خلال باكستان، وتقليل أي مشاكل محتملة معهم ، والتي قد تنشأ نتيجة لمساعدتهم المالية والعسكرية . وفي الوقت نفسه فقد اخفقوا في فهم "الانقسام الاثني واللغوي ، والتركيبة الاجتماعية ، والايدولوجية الدينية للأفغان" ، وهي عوامل مهمة لفهم أفغانستان وشعبها. بالإضافة الى ذلك، لم يتمكن صناع السياسة في واشنطن من النظر خارج نطاق تجربتهم وأرادوا رؤية الأشياء بشكل إيجابي. تفاؤلهم هذا ضلل تصوراتهم وتفكيرهم، ما أدى به إلى تبسيط الطبيعة المعقدة للجهاد الأفغاني. بمعنى آخر، اعتقدت الولايات المتحدة، إذا قدمت الأموال والأسلحة للمجاهدين الأفغان، فإنهم سيحاربون الاتحاد السوفيتي والنظام الشيوعي، مما يتسبب في انهيار النظام في كابول، ثم عودة الأمور إلى طبيعتها. على العكس من ذلك، لم تعد الأمور الى طبيعتها فحسب، بل انتهت بعد الانسحاب السوفياتي وانهيار النظام الشيوعي، الى حرب أهلية. وربما يرجع ذلك الفشل أساسًا إلى سوء فهم الولايات المتحدة للبنية الاجتماعية والدينية لهذه البلاد، وربما ايضا محاولات باكستان المتعمدة لتضليل الرؤية الامريكية التي اثرت بشكل أو بآخر في أتجاه السياسة الخارجية الامريكية أزاء تطورات الاحداث في افغانستان.