عانتْ دول أفريقيا عبَّر تاريخها الطويل من التقلبات الداخلية والخارجية، لعل أبرزها وقوع جميع تلك الدول تحت وطأة الاستعمار الأجنبي، وتقسيمها إلى مناطق نفوذ فرنسية وإسبانية وبريطانية وبلجيكية، مما أجبرتها على فقدان حريتها واضطهاد شعوبها، أدى هذا الأمر في نهاية المطاف إلى  نشوء ترابط بين دول أفريقيا لتحرير أوطانها.

لا شك، أن مشكلة الصحراء الغربية في المغرب العربي تُعد مجرد صورة واحدة من صور التقسيم الاستعماري الذي فرض على الدول العربية الأفريقية، وقد ساعدت الدوائر الاستعمارية على تغذية روح النزاع بين الأطراف العربية، فضلاً عن أثارها على القارة الأفريقية والعلاقات الدولية والاستراتيجية. كما أدت السياسات والمصالح المتناقضة دوراً في أذكاء النزاع بين الأطراف المعنية.

 في ضوء ذلك، حظيتْ مسألة النزاع في الصحراء الغربية باهتمامات النظام الموريتاني، إذ اعتمدت في سياستها من ذلك النزاع إلى أساس التاريخ والجغرافية والروابط الاجتماعية. حاول هذا البحث تسليط الضوء إلى من دور موريتنا من نزاع الصحراء الغربية للأعوام (1975-1978)، إذ قُسم إلى ثلاثة محاور رئيسة، تطرق الأول إلى موقف موريتانيا من قضية الصحراء الغربية حتى عام 1975، بينما تناول الثاني دور موريتنا في نزاع الصحراء الغربية، في درس المحور الثالث أثر النزاع في الصحراء الغربية على الواقع الموريتاني، ومدى تأثير ذلك النزاع على الواقع السياسي والإقتصادي.