تطرقت الدراسة الى الحياة العلمية في مدينة زنجان خلال العصر العباسي (132 – 656هـ) اذ برز العديد من العلماء فيها وفي مختلف صنوف العلم في علوم القرآن والحديث النبوي الشريف والتاريخ والادب والشعر فقد كان اكثر هؤلاء العلماء قم فقهاء ومحدثين ورواة وقضاة فحملوا على عاتقهم تعليم اللغة العربية والقرآن الكريم في المشرق الإسلامي بصورة عامة وفي زنجان بصورة خاصة ولم يقتصروا على نشاطهم العلمي في المشرق الإسلامي فحسب فقد كانت لهم رحلات علمية الى بغداد ودمشق ومكة المكرمة ومصر وغيرها من المدن العربية وقد ساهموا بنقل العلوم المختلفة خاصة فيما يتعلق بتاريخ المشرق الإسلامي فقد وصلتنا اخبار تلك البلاد عن طريق هؤلاء العلماء بالإضافة عن طريق مصنفاتهم المختلفة ومن ابرز هؤلاء العلماء عمر بن علي بن احمد الزنجاني صاحب كتاب المعتمد وسعد بن علي بن محمد بن علي الزنجاني الحافظ الزاهد صاحب الكرامات كان الناس يرحلون اليه ويتبركون به فقد كان شيخ الحرم المكي وعبد الرحيم بن رستم الزنجاني الفقيه الشافعي الذي درس بالمدرسة المجاهدية بدمشق ومحمود بن احمد بن محمود بن بختيار مدرس النظامية والمستنصرية ببغداد ولم يقتصر دور العلماء عما ساهموه في نشر العلوم والمعارف فقد كانت لهم مساهمات في مقارعة الغزاة المحتلين بأقلامهم فقد استشهد يوسف بن إبراهيم أبو الفتح الزنجاني على يد الافرنج يوم تحرير بيت المقدس سنة 492هـ واستشهد أستاذ المستنصرية محمود بن احمد بن بختيار الزنجاني على يد المغول عند احتلالهم بغداد سنة 656هـ.