برزت القضية الكردية على مسرح السياسية الدولية بالعموم والشرق الاوسط بالخصوص بعد نهاية الحرب العالمية الاولى وانهيار الدولة العثمانية التي هيمنت على اجزاء مترامية من الوطن العربي لأربعة قرون ونيف،فبدأت الدول التي انسلخت عن الدولة العثمانية ان تجد ضالتها بإيجاد صيغة لنظام حكم تمكنها من ادارة شؤونها،لكن على ما يبدو ان الجهود التي بذلت بهذا الصدد لم تحقق ما كان يطمح له العرب لتصطدم باتفاقية سايكس-بيكو 1916 التي جزأت المنطقة ذات الغالبية الكردية بين كل من تركيا والعراق وسوريا وايران لتبدأ صفحة جديدة من صراع الكرد من اجل تحقيق شعارهم "حق تقرير المصير".

    تكمن اهمية الدراسة الموضوعة البحث"القضية الكردية في وثائق الحزب الشيوعي العراقي" والتي توثق تطور الحركة الكردية منذ نشأة الحزب الشيوعي العراقي وكذلك لكون القضية الكردية اصبحت جزءاً لا يتجزأ من حلقة المطالب والحقوق بين الكرد من جهة والأنظمة السياسية العراقية المتعاقبة على العراق منذ تشكيل الدولة العراقية 1921 ولغاية الوقت الحالي فكانت تعد القضية الاكثر الحاحاً بالنسبة للأنظمة الحاكمة التي كانت تبحث لها عن حلول،وعلى الرغم من أن الحكومات المتعاقبة على الحكم ولاسيما في العهد الجمهوري كانت ترفع أيديولوجيات فكرية لحل القضية الكردية وإيمانها بحقوق الكرد،الا أنها وفي نفس الوقت كانت تستخدم كل أنواع الأسلحة ضد الكرد.