تناولت هذه الدراسة (الزجاج الأسلامي في متحف السليمانية دراسة اثارية وصفية). فق عرف سكان بلاد النهرين منذ عصور موغلة في القدم الكثير من الصناعات المختلفة، وصناعة الزجاج هي أحدى تلك الصناعات التى أولوها أهتماما كبيراً خاصة منذ الألف الثاني قبل الميلاد، حيث شهد الولادة الحقيقية لتلك الصناعة وأنتشرت في بعض المدن السومرية مثل أريدو ونفر وغيرها وفي أشنونا ودورکوري كالزو(عقرقوف) ونوزي وآشور وبابل ومواقع عديدة أخرى.
كما شهدت صناعة الزجاج في بلاد بين النهرين قفزة نوعية خلال العصر الأسلامي وذلك للحاجة الماسة للآنية الزجاجية على أختلاف أنواعها خاصة المشكاوات التي كانت تزين الكثير من الجوامع وقصور الملوك والسلاطين فضلاً عن غيرها من الزهريات والآنية الزجاجية الجميلة الأخرى.
لقد كانت تلك الآنية الزجاجية ومنذ العصور القديمة والعصور اللاحقة تتم صناعتها وزخرفتها بطرق مختلفة، فضلاً عن التباين في أشكالها وأنماطها والأساليب و التقنيات المستخدمة في صناعتها، وتتوزع اليوم العديد من تلك الأواني الزجاجية في بعض المتاحف العراقية ومنها متحف السليمانية وهو موضوع بحثنا هذا حيث وقع الأختيار على دراسة (6 قطع) من تلك الأواني الزجاجية ضمن هذه الدراسة.
أن استخدام مادة الزجاج وتطويرها في الكثير من الصناعات كانت للحاجة الماسة اليها في الحياة اليومية واصبحت ضرورة ملحة اقتضتها طبيعة الحياة حيث استخدم الزجاج في مجالات عديدة لاتحصى ولاتعد نظراً لفائدته العظيمة ولاهميته في الحياة اليومية السبب الذي كان وراء اختيار هذا البحث.
أستخدم الزجاجون في العصور القديمة وما بعدها في صناعة الزجاج ادوات لا زالت تستخدم في تلك الصناعة الى يومنا هذا مع حدوث تغيرات طفيفة على البعض منها لتواكب حالات التطور والتقنية الحديثة.
أن الألوان السائدة في الآنية المدروسة يأتي في مقدمتها اللون الأخضر بشكل عام ثم الأزرق، الأبيض المائي. أما بالنسبة للفترات التأريخية فأنها تشتمل على فترة صدر الأسلام، والعباسي. وقد تم رسم وتصوير القطع بشكل فني وعلمي.