اكتسبت جمهورية ليبيريا في عقاب الحرب العالمية الثانية (1939-1945) اهمية كبيرة في المجالين الدولي والاقليمي نتيجة لجهود الرئيس الليبيري ويليام توبمان (1944-1971) الذي حرص على ربط ليبيريا بالمنظمات الدولية والاقليمية كمنظمة الامم المتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية، فقد شاركت ليبيريا في جميع الاجتماعات التي عقدت لتأسيس الامم المتحدة، وساعدت الوفود الدولية في وضع خطط تشكيلها في مؤتمرها التأسيسي ووقعت على ميثاق الامم المتحدة بعد الاتفاق على صيغته النهائية في السادس والعشرين من حزيران عام 1945، وتميز موقف ليبيريا داخل الامم المتحدة بدفاعها عن قضايا الحرية وحقوق الدول المستعمرة، ودعم قرارات الجمعية العامة من أجل الحفاظ على السلام وحق تقرير المصير والوقوف بوجه الدول الاستعمارية، واتخذت مواقف ايجابية بشأن العديد من القضايا التي تخص السلام العالمي ، كما اسهمت ليبيريا في تأسيس منظمة الوحدة الافريقية، فقد لبت ليبيريا دعوة جمهورية غانا لعقد مؤتمر اكرا، وترأس الوفد الليبيري ويليام توبمان، في أثناء المؤتمر توافق كل من توبمان ونكروما على ضرورة ايجاد اتحاد بين الدول الافريقية، كما شارك توبمان المؤتمرات التي اعقبت مؤتمر اكرا بنفسه  ونتيجة لمقررات المؤتمرات والوعي الذي عم العديد من الدول الافريقية وايمانها بضرورة الوحدة، أنشئت منظمة الوحدة الافريقية بعد التوقيع على ميثاق المنظمة في الخامس والعشرين من ايار عام 1963، بحضور ثلاثون دولة بما فيها ليبيريا التي مُثلت برئيسها توبمان.

قسم البحث الى محورين تناول المحور الاول دور ليبيريا في تأسيس منظمة الامم المتحدة ، وتطرق المحور الثاني الى دور ليبيريا في تأسيس منظمة الوحدة الافريقية. اعتمد الباحث الى العديد من المصادر والمراجع لاسيما وثائق وزارة الخارجية الامريكية والعديد من الكتب والبحوث الاجنبية والعربية.