لقد لعب العلماء والمؤرخون المسلمون دوراً أساسياً في توثيق الأحداث السياسية والتاريخية والعمرانية والجغرافية لمدينة بابل، حيث سجل المؤرخون المسلمون الكثير من المعلومات عن بابل دون أي مؤثرات خارجية، ولم ينقل المؤرخون المسلمون عن مؤرخي الأمم الأخرى إلا ما يتعلق بتاريخ تلك الأمم من خلال ترجمة عدد قليل من كتبهم، بالإضافة إلى بعض الأخبار التي نقلت إلى المؤرخين العرب عن طريق اليهود والنصارى. إلا أن دور المؤرخين المسلمين في توثيق أخبار وأحوال البلاد التي فتحوها وبابل على وجه الخصوص غائب، على الرغم من أن المؤرخين المسلمين سبقوا العديد من الرحالة الأوروبيين في توثيق بابل وأمهات المدن التي كانت عواصم في الشرق الأوسط.
يهدف بحثنا إلى تسليط الضوء على الدور الإبداعي للعلماء والمؤرخين المسلمين في توثيق ونقل الكثير من المعلومات المتعلقة ببابل من خلال ما دونه المؤرخون المسلمون، والتي يمكن أن تشكل أساساً متيناً في مجالات وتخصصات علمية مختلفة، ولعل أبرزها التاريخ والآثار والجغرافيا.
أما الهدف الثاني من هذا البحث فيهدف إلى إلقاء الضوء على الحفريات والمكتشفات الأثرية التي اكتشفت في مدينة بابل القديمة والتي تعود إلى العصر الإسلامي، وذلك لمعرفة ما جاء في أخبار المؤرخين المسلمين ومقارنتها مع النتائج المادية التي كشفت عنها الحفريات التي أجريت في بابل والمدن التاريخية الأخرى المجاورة.