للمرأة دور متميز ومؤثر في الحضارة العربية الاسلامية، فأسهمت أسهاما "فعالا" في الحياة العامة بجوانبها الاجتماعية والسياسية والثقافية... ويمكننا القول- أن المرأة تبؤات مكانة سامية في المجتمع العربي منذ القدم أفضل بكثير من موقعها في مجتمعات الفرس واليونان والرومان, فسبقت بذلك نساء الشعوب الأخرى...
فكان للمرأة العربية في العصر العباسي دور سياسي مهم تجلى من خلال مشاركتها في أمور الادارة والحكم، وبرزت نساء أخريات من خلال عملهن (عيونا للخلفاء) ضمن طائفة موظفي دار الخلافة السريين وهم (أصحاب الاخبار والعيون), التقصي أخبار الرعية وجمع التقارير وخاصة للمناوئين للدولة ممثلة بخليفتها وبلاطه، وقد فرضت هذه الوظيفة طبيعة التحديات العسكرية والتهديدات الداخلية التي جابهت الدولة العربية الاسلامية مستهدفة أمنها ومؤسساتها بشكل خفي من فرس وروم وأتراك... فجاءت تلبيه للحاجة التي فرضتها طبيعة المرحلة واجراءات الخليفة الأمنية بما يحفظ الدولة وكيانها، وقد برزت العديد من النساء في هذا المجال، وسنحاول تقصي المعنى اللغوي والاصطلاحي لاصحاب العيون، وجذور هذه المهنة التأريخية، وأبرز شروطها ومؤهلاتها، ومن ثم ستركز وباستفاضة تأريخية في محور أستعانة الخلفاء العباسيين بوظيفة أصحاب العيون وأهميتها السياسية للنساء- تحديداً- وهذا ما يهمنا.....
ومن الله التوفيق...