يعتبر الحكم الجمهوري في العراق ، خاصةً في عهد الرئيسين عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف، مرحلة محورية في التاريخ السياسي للبلاد، اذ شهدت تحولات عميقة وصراعات على السلطة. وقد برزت في تلك الفترة أهمية وسائل الإعلام وتحديداً الإذاعة ، كأداة حاسمة في الصراع السياسي و أصبحت مسرحاً لتبادل البيانات الرسمية وإعلان التشكيلات الحكومية وإفشال المحاولات الانقلابية. يُظهر تحليل الأحداث التاريخية، مثل انقلاب عارف عبد الرزاق الأول والثاني، الدور الحيوي الذي لعبته الإذاعة في تثبيت الشرعية أو زعزعتها، مما يؤكد أن السيطرة على هذا المنبر الإعلامي كان هدفاً استراتيجياً للقوى المتنافسة. كما أن التداخل بين المؤسسة العسكرية والإعلام، وتدخلات بعض الشخصيات العسكرية في شؤون الإذاعة، يعكس طبيعة العلاقة المعقدة بين السلطة والإعلام في تلك الحقبة