كان للظواهر الطبيعية الأثر الكبير في حياة الانسان بكل صنوفها، ولعبت دورا مؤثرا في صياغة افكاره، ففي المناطق منتظمة الظواهر نجد أن الانسان بكل جوانب حياته هادئ ومستقر فكريا، وافرزت فكرا دينيا، غلب عليه الاستمرار التاريخي (المعبودات التي قدست في مدد مبكرة استمرت مقدسة في العصور المتأخرة)، اما المناطق ذات التقلبات البيئية العنيفة او المتطرفة فقد كان الانسان فيها عنيفا ومتطرفا بسلوكياته وافكاره، وشهدت الهته اوقاتا عصيبة وصلت الى قتلها بل والانتقام منها بشكل عنيف، وقد اتضح اثر الظواهر الطبيعة، في المعتقد الرافديني، وجعلها تتباين في المكانة والصفات، إذ تتناسب مكانة الإله وأهميته مع مستوى تأثيره، فضلا عن صفته الكونية التي تنشر اثرها السلبي او الايجابي حين تتوفر العلل والاسباب. ان وجود تلك الظواهر في الفضاءات المحيطة جعلها تدور في فلك التأملات منذُ ان بدأ الاستقرار في بلاد الرافدين، فصاغ منها معتقدا ذا مساحة واسعة مكنته من ان يستوعب ذلك العدد الكبير من الآلهة، وصار يصنفها كمعبودات منها السماوية ومنها الأرضية، واعدادا اخرى تجسدت في الكائنات الحية التي استطاع الانسان من خلالها محاكاة قوانين الطبيعة. فوثقت جميع تأملاته لتصلنا بشكل مشاهد فنية، واناشيد، واساطير متنوعة.