تعد أهمية هذه الدراسة (سياسة الولايات المتحدة تجاه قناة بنما 1977-1970) انها تناولت واحدة من أهم القضايا السياسية والاقتصادية في فترة الحرب الباردة والقرن العشرين، وواحدة من القضايا التي وحدت دول امريكا اللاتينية ضد الاطماع الامريكية في المنطقة، فضلاً عن انها تسلط الضوء على تاريخ جمهورية بنما وموقعها الجغرافي المهم وأهمية قناتها الملاحية في خدمة التجارة الدولية التي تطمح الولايات المتحدة في السيطرة عليها، لذلك شهدت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه قناة بنما تحولات جذرية بين عامي 1977 و1980، تم التوصل خلالها إلى معاهدة تيران وديل بين الولايات المتحدة وبنما. التي تُعد واحدة من أبرز التحولات في العلاقات بين البلدين، والتي جاءت بعد عقود من السيطرة الأمريكية على القناة، اشتملت المعاهدة على جزئين رئيسيين: الأول: هو إقرار بأن قناة بنما ستظل مفتوحة أمام الملاحة الدولية دون أي تمييز، والثاني: هو تسليم القناة تدريجياً لبنما مع ضمان أمني أمريكي، يسمح للولايات المتحدة بالحفاظ على وجود عسكري في المنطقة لحماية القناة في حالة وجود أي تهديد ضدها، وواجهت المعاهدة معارضة شديدة في الولايات المتحدة الامريكية، حيث عدها كثيرون تنازلاً كبيراً لصالح بنما، على الرغم من ذلك، تم التصديق على المعاهدة في مجلس الشيوخ الأمريكي، وبحلول عام 1980، بدأت العلاقات الأمريكية البنمية تتحسن، مع تحديد آليات النقل التدريجي للإدارة والسيطرة على القناة، وتضمن الاتفاق أن تظل قناة بنما مفتوحة أمام الملاحة الدولية دون تمييز، وأن تضمن الولايات المتحدة الامريكية أمن القناة لمدة 20 عامًا بعد إتمام نقل السيطرة، وهو ما مثل نهاية مرحلة طويلة من الهيمنة الأمريكية على هذا الممر المائي الحيوي ومثلت نقطة تحول مهمة، مع ضمان مصالح الأمن الأمريكي وضمان سيادة بنما على قناتها.