الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين، والصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين ابا القاسم محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريـــــك له، له الحمد وله الشكر وهو على كل شيء قدير واشهد ان محمد عبده ورسوله.

       اما بعد: فان اثار السلف وسيرتهم العطرة معين لا ينضب، وبحر زاخر لا ينتهي، وللقرابة والصحابة (جفات و البدري، 2023، صفحة 126) رضوان الله عليهم تراثاً يعد الاساس الثالث بعد القران المجيد والحديث الشريف، وحديثنا في بحثنا ينصب في شخصية عظيمة من الشخصيات القريبة مـــن النبي الاكرم محمد ((صلى الله عليه واله وسلم) بل وتفوز بالأمرين القرابة وهي بنت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وسيدة نساء العالمين وكذلك الصحابة، فهي فازت بالنشأة والتربية في ذلك الحجر المبارك وتغذت منه العلوم والمعارف في شتى صنوفها، انها الابنة البارة، والسيدة الجليلة، والمجاهدة الصابرة، انها فاطمة الزهراء (عليها السلام) من ذا يضاهيها في الافتخار والنسب الطاهر الشريف اباها سيد الخلق(صلى الله عليه واله وسلم) ومها خديجة الكبرى(عليها السلام)، وزوجها علي (عليه السلام)، وولداها سبطي هذه الامة وسيدي شباب اهل الجنة، وانها ام ابيها، كل ما فيها يشبه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وكانت احب الناس الى قلبه (صلى الله عليه واله وسلم) فاطمة التي تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الارض، فكانت (عليها السلام) واحدة زمانها، وعظيمة دهرها، لما تهيأ لها الكثير من مشاهدة النبوة والوحي، فقد اصحبت اباها محمد (صلى الله عليه واله وسلم) من نعومة اظافرها الى ان فارقها النبي(صلى الله عليه واله وسلم) الى جوار ربه، على مدى ربع قرن.