تنطلق أهمية البحرية الألمانية ودراستها من خلال الدور المحوري الذي لعبته الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى وخلالها والتي أدت بدورها إلى التطورات التكنولوجية الجديدة مثل الغواصات (U-boats)، إلى ثورة في الحرب البحرية وأدخلت مفاهيم مثل الحرب البحرية غير المقيدة، التي كانت لها آثار بعيدة المدى ليس فقط على التكتيكات العسكرية وإنما أيضًا على العلاقات الدولية وسلوك الحروب. تأسست البحرية الألمانية في أواخر القرن التاسع عشر في ظل حكم القيصر فيلهلم الأول والمستشار أوتو فون بسمارك، تزامنا مع صعود ألمانيا كقوة صناعية وعسكرية بعد توحيدها في عام 1871. تلت هذه الفترة جهود منظمة لتطوير قوة بحرية قادرة على بسط النفوذ الألماني خارج أوروبا، بدافع من عقيدة السياسة العالمية الرامية إلى جعل ألمانيا قوة عالمية. لقد ساهمت الاستراتيجيات البحرية العدوانية لألمانيا في التأثير العميق على القرارات البحرية على الصراعات العالمية. إن إنشاء البحرية الألمانية خاصة تحت قيادة القيصر فيلهلم الثاني هو بداية سباق تسلح بحري مع البحرية الملكية البريطانية. أدى هذا التنافس إلى بناء سفن حربية حديثة وتوسيع القواعد البحرية. لقد شكلت الطبيعة الجغرافية والقومية الألمانية أهم عوامل قيام الوحدة الألمانية خلال القرن التاسع عشر والتي لم تكن سوى بضعة دويلات تفتقر للوحدة وبعد أن توفرت لها الظروف السياسية والاقتصادية في تحقيق السيادة على باقي أبناء جلدتها كان عليها امتلاك أسطول بحري. فالمتبع للحقائق التاريخية يجد من الصعوبة تحديد بداية بناء البحرية الألمانية لكن تحديات تحقيق الوحدة كانت الحافز الرئيس لذلك.