إنَّ الأعداد الكبيرة والمتنوعة من النتاجات الفنية التي كشف عنها في مختلف المواقع وعلى مر العصور لها أهمية كبيرة في حياة أبناء بلاد الرافدين ، وقد برزت من بين تلك النتاجات الفنية تماثيل الحيوانات,التي صنعت من مواد متنوعة وبأحجام متباينة وبتقنيات متعددة كان لكل منها غاية محددة, وكان الدافع الديني والسحري والطقوسي من أهم تلك الغايات، كما صنعت تماثيل الحيوانات لغاية سحرية تتعلق بحماية الإنسان من الأرواح الشريرة والأمراض، فضلا عن حماية المباني الدينية والدنيوية بوضعها أمام المداخل، والاسوار أو دفنها في أسس البناء، فقد استعملت تماثيل الحيوانات في الممارسات الطقسية، إِذْ قدمت كقرابين ونذور للالهة بأشكال متعددة منها أواني طقسية أو نذرية أو على شكل مجسم أو تمائم، وضعت في المعابد كبدائل عن الحيوانات أو رموز لإله معين ,كما وضعت داخل البيوت لاستعمالها في الممارسات السحرية أو الطقوسية أو كزينة، و عثر عليها في المقابر كهدايا جنائزية توضع مع المتوفي، فضلا عن اهميتها الاقتصادية، إِذْ دخلت في صناعة الأختام والأوزان، كما أدت دوراً مهماً في حياتهم الاجتماعية والسياسية ، إِذْ زينت أجزاء من أثاث المعابد أو البيوت بمجسمات حيوانية كاملة أو أجزاء منها تمثلت بالبط أو الوز أو الأسد أو الثور، زينت بها العروش أو مواطئ القدم أو قوائم الأثاث او رؤوس الصولجانات التي يحملها الحاكم او الملك، فضلا عن اهميتها في صناعة أجزاء من الآلات الموسيقية، ولعب الأطفال.