يُعد الكشف عن مصادر موروثنا العلمي والتاريخي الذي تمثل في (المخطوطات)، والعمل على  تحقيقه ونشره في غاية الأهمية في الدراسات الإنسانية؛ كما وأن البحث والتطلع على حياة الماضين والوقوف على أحوالهم وآثارهم، وتحقيق ما كتبوه من مؤلفاتهم، يُعد إضافة كبيرة في الجانب المعرفي والفكري والاجتماعي للمكتبة التاريخية والإسلامية؛ فهو يكشف عن جزء كبير من ذاكرة وتاريخ الأمم والأفراد، وبيان نتاجهم الثقافي في مختلف الجوانب المعرفية .

وأهم أسباب اختيارنا لهذه الشخصية وهي: (السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الإمام الحسن المجتبى بن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، وهي جزء من مخطوطة كبيرة نعمل على تحقيقها ودراستها؛ هو قلة ذكر الباحثين لها، والسبب الآخر هو أن هذه المخطوطة كان أغلب حديثها عن حياة النبي محمد (صَلَّى الله عَليْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) من اسمه ونسبه وولادته، وكل ما يتعلق بأوصافه ومزاياه ومعجزاته وحليته وأزواجه وأولاده، ثم الكلام في أهل بيته واحداً واحداً من الأئمة (عليهم السلام) وأولادهم من الأشراف العلويين المدفونين في مصر، ونحن نعرف جيداً أن كل ما يخص النبي محمد (صَلَّى الله عَليْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وأهل بيته من المعصومين قد أُشبع تأليفاً وبحثاً وتمحيصاً وتدقيقاً من المؤلفين والباحثين سواء كانت مصادر قديمة أو مراجع حديثة، حتى شغلت تلك المؤلفات حيزاً واسعاً في المكتبة الإسلامية، لذلك ركزت في تحقيق ما يخص بعض أولاد وأحفاد الأئمة (عليهم السلام) المدفونين في مصر، فقد أفرد المؤلف باباً في هذه المخطوطة، وهو الباب الرابع وقد أسماه: (فيما يتعلق برؤوس أهل البيت المدفونين بمصر)، وأفرد من هذا الباب (تتمة وخاتمة بالأشراف من أولاد الأئمة غير المتميزين والغير معروفين) كما أسماهم المؤلف، واخترت منها بحثنا وهي (السيدة نفيسة)، لحين إكمال المخطوطة كلها في المستقبل القريب، بعد جمع نسخ هذه المخطوطة، لتخرج النسخة متكاملة إلى النور بإذن الله تعالى .