كانت ومازالت اليمن حاضرة بقوة في أجندة الأطماع الأسرائلية بسبب الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به، والتحكُّم في مضيق باب المندب، والذي يعد بمثابة مجمع الأمن الإقليمي وهمزة الوصل بين الشرق والغرب، وتعززت أطماع أسرائيل بعد وعد بلفور المشؤم عام 1917، والذي منحهم وطناً بديلاً في فلسطين المحتلة بعد قرونٍ من الشتات والتيه، وكانت اليمن قبل صدور الوعد إحدى البلدان المتداولة في أوساط اليهود لإقامة دولتهم الموعودة، لهرطقات دينية تدعي وجود الهيكل السليماني فيها, ويعود التواجد الإسرائيلي في باب المندب إلى ستينيات القرن الماضي، وتحديداً عندما قررت بريطانيا، وعلى وقع ضربات المقاومة اليمنية وتوسع حجم العمليات الفدائية، الرحيل من عدن ومن المحافظات الجنوبية في اليمن, قبل ذلك كانت إسرائيل قد نسجت خيوط العلاقة مع دولة إثيوبيا، واستفادت منها في إيجاد موطئ قدم لها في منطقة جنوب البحر الأحمر، عبر استئجار جزر إثيوبية، أعقبته محاولات التمدد والتوسع للسيطرة على مضيق باب المندب .

أن أهتمام أسرائيل بالوضع في باب المندب والذي يمثل مفتاح الدخول للبحر الأحمر بالنسبة للسياسة الأسرائية ليس بجديد اذ كانت تطرح نفسها دائماً بمثابة الدولة المشاطئة لتلك المنطقة الحيوية من العالم، ولم تكن عملية القرصنة الارتيرية وأحتلال أرخبيل حنيش, الا عملية مشبوهة تقف ورائها أسرائيل كأنذار لليمن ولغيرها بعدم اجراء أية تعديلات في موازين القوى عبر البحر الاحمر حتى تبقى اليد الاسرائيلية فاعلة في تلك المنطقة الحيوية من العالم .