أسهمت وسائل الإعلام إسهاماً فعالاً في تفعيل عملية التنشئة الاجتماعية وتشكيل سلوك الأفراد واتجاهاتهم، ولم تكتفِ بنقل الحدث والأخبار وإيصال المعلومة كإحدى نظم الاتصال الجماهيري المؤثرة في أفراد المجتمع من حيث التوعية والإرشاد والتوجيه وربطهم بالمجتمع ارتباطاً وثيقاً لتشكل فيما بعد الرأي العام. ومن هذا تتضح أهمية وسائل الإعلام في استقرار المجتمع وتطوره، حتى أخذت تلك الوسائل تتولى الطفل منذ ولادته وتقدم له كل ما يلزمه من برامج الإحساس والانتباه والتركيز، وكذلك البرامج التربوية والتعليمية والترفيهية لتقف إلى جانب رعاية الأبوين الأسرية في تقويم سلوكه وتحديد أفكاره وتغيير اتجاهاته ومواقفه، إذ اتبع الباحث المنهج المسحي لمسح عينة جمهور وسائل الإعلام وتحديداً الطلبة الجامعيين في كلية الإسراء الجامعة قسم الإعلام إذ وزعت عليهم استمارة (استبانة) تكونت من محورين هما: المحور الأول اختص بالمعلومات الديموغرافيه والمحور الثاني الذي ضم أسئلة الرأي والمقياس ذي الدرجات الثلاثية (مقياس ليكرد) بمحاور ثلاثة، الاول: مضامين وسائل الإعلام الموجهة لأطفال الشوارع، والثاني: أساليب وسائل الإعلام المستخدمة في محاربة ظاهرة أطفال الشوارع، والثالث: دور وسائل الإعلام في التأثير بسلوك أطفال الشوارع. وقد خلص البحث إلى تقدم مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً موقع الفيس بوك، وذلك بفضل التكنولوجيا الحديثة كأحد أهم وسائل الإعلام تأثيراً على المشاهدين وخاصة الأطفال، ومن ثم الدور الفعال الذي يؤديه التلفزيون في تفعيل عملية التنشئة الاجتماعية عبر برامج هادفة ترسل للطفل رسائل إيجابية تجعله يحافظ على سلوكه وتهذب له اتجاهاته دون أن يأخذ بالتمرد والعصيان، ويساعد التلفزيون الرسمي وعبر البرامج والمسلسلات الاجتماعية الهادفة في تحفيز القيم والمبادئ والعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية ويحافظ على الانتماء الأسري الباعث للاطمئنان والاستقرار الاجتماعي؛ بينما لم نجد اهتماماً واسعاً لبقية وسائل الإعلام الأخرى نظراً لمجيئها في المراتب المتأخرة.
