يؤمن هذا المسعى بضرورة تتبع مسار الدرس النحوي عبر العصور ؛ لرصد القيم المتحصلة من النص التعليمي في المصنفات والانتفاع من ذلك في تلقي النحو العربي ، وتقليل العزوف عنه ، واستثمار الأبعاد التعليمية في المؤسسات المعنية القائمة .ويتحرى البحث تعليمية النصوص برجع تاريخي مستهلاً بالعصور الأولى الممثلة بأبي الأسود الدؤلي والخليل وسيبويه وعدد من القراء في مصنفاتهم بما احتوته من ملامح في هذا السبيل تتقدمها: طريقة إعراب المصحف، ووضع ضوابط الشكل الإعرابي، ثم جاءت آلية الاحتكام إلى السماع في تأصيل الأحكام النحوية ومراعاة الأمثلة بسحب حالة الخطاب، ويمضي البحث إلى غايته بتبيان الانتقالات المعرفية التي شهدها المتن النحوي عن طريق عدد من النحاة كابن هشام والسيوطي، بعد أن تزايد الاهتمام بالتبويب الموضوعي وعرض المادة النحوية بالأشباه والنظائر. وينتظم عقد هذا الاستظهار – بعد الفائت من الاستقراء- برسم معالم النص التعليمي من المتون المختارة على صعيد الأنماط اللفظية المتبعة والتوجيهات الموضوعية المعتبرة ، ووعي اختيار الآراء النحوية البعيدة عن شقة الخلاف، من غير الإغفال عن إقرار معوقات للبعد التعليمي شابت تلكم المتون واعترضت تقريب النحو من المتلقين سواء في مفاهيم نظرية النحو العربي بالعوامل والعلل ، أو طريقة بعضهم في تصنيف الموضوعات ، أو البسط التحليلي للمسائل بتكلف في التأويل والصناعة النحوية. ثم كان تماماً على الذي تقدم وتتويجاً له أن نصل إلى مستصفى من القيم التعليمية من خلال أنظار السابقين في مصنفاتهم ومقاربتها بالوافد من التوجيهات في الدرس التعليمي المعاصر، والانتقال من التنظير البحثي إلى التطبيق الميداني للمؤسسات العلمية، ودعم عالمية تعليم النحو العربي.
