تقدّم الأحاديث النبوية الشريفة معرفة بالغة الأهمية عن تاريخ الأمم والجماعات والأديان السابقة، مع تأكيدها العبرة والعظة والمغزى من الوقائع والأحداث التي تتناولها . وقد شكلت الأحاديث النبوية الشريفة بما احتوته من أخبار صحيحة عن الأمم السابقة دليلا على أن الحديث النبويّ يعد مستندا ذا قيمة صادقة في دلالاته التاريخية وغيرها، لواقعية القصص النبوي، فكل ما يرد على لسان النبيّ عليه الصلاة و السلام ورد على سبيل الحكاية و الإعلام والأخبار، وهو يدلّ دلالة واضحة على أنّ كلّ ما ورد فيها هو حقّ، فيجب الإيمان بها؛ لأنه لا مجال للاختراع فيها.وعليه تناولت هذه الدراسة أخبار السابقين والأمم السابقة، التي ورد ذكرها في الأحاديث النبوية الشريفة، واعتمدت في هذا البحث على الأحاديث الصحيحة التي وردت في صحيح الإمام البخاري، مع ذكر جملة من الأحاديث المختارة من غيره حسب الحاجه _مماحكم له بالصحة_ ؛ وذلك لكي نخرج من قضية الحاجة للحكم على درجة الحديث، وقد رأيت أن أجعل البحث في فصل واحد مقسم على عدة مباحث، مع مقدمة وخاتمة.