Preferred Language
Articles
/
alustath-81
الاصــلاح والتـحديث فــي العـهد العثمانّي الأخير

امتدت حدود الدولة العثمانية قروناً متعددة على رقعة واسعة, عبر قارات العالم القديم, ويحيا فيها اجناس مختلفة وشعوب متنوعة واديان متعددة, وكانت الدولة العثمانية من القوى التي اثرت في مجرى السياسة الدولية آنذاك, وعلى الرغم من المحاولات المتكررة من بعض السلاطين لإعادة القوة والهيبة إلى جسد الامبراطورية المترامية, الا انها لم تحقق إلا شيئاً وتقدماً ضئيلاً. واستلهمت الدعوات الاصلاحية الاولى روح الاسلام ومبادئه في علاج الخلل, ونادى المصلحون بضرورة تطبيق الشريعة الاسلامية داخل المؤسسات المختلفة, لتعود إلى سالف عهدها المزدهر, وعلى ذلك الاساس كانت المحاولات الرائدة تستند إلى الاسلام ومبادئه الاساسية في مرحلة لم تتوسع فيها الدولة العثمانية في الاقتباس من النمط الاوروبي, إذ لم يكن التفوق الاوروبي بالقدر الذي يثير اعجاب العثمانيين ويدفعهم للاقتباس منه, كما ان العثمانيين كانوا يعدون انفسهم دولة كبرى خلال القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر, وخلال تلك المرحلة حاول الكثير من قادة حركة الاصلاح في الدولة العثمانية, القيام بالاصلاحات المعتمدة على الذات لا على الاقتباس من الغرب, ومن بينهم شيخ الاسلام سعد الدين افندي, عثمان الثاني, ومراد الرابع وغيرهم. واقتضت طبيعة البحث تقسيمه على مقدمة وست محاور وخاتمة, تناول المحور الاول بداية التراجع العثماني منذ عام 1683, وعلامات الوهن التي تعرضت لها الدولة العثمانية, فضلاً عن بروز التفوق الاوروبي خلال تلك الحقبة, وظهور عدد من المصلحين العثمانيين الاوائل ودورهم في بدايات العملية الاصلاحية. وكرس المحور الثاني لبحث السبل التي ارتاها سليم الثالث في الاصلاح, والتي ادت إلى اعدامه في نهاية المطاف, وخصص المحور الثالث لدراسة عهد السلطان محمود الثاني في مرحلة مهمة من مراحل القرن التاسع عشر, وذلك بظهور عدد من الشخصيات البارزة في مصر والعراق, فضلاً عن بعض التغيرات الاوروبية. وتطرق المحور الرابع إلى التنظيمات العثمانية, وجهود عدد من العثمانيين وتأثرهم بالثقافة الغربية, الامر الذي إلى صدور عدد من المراسيم (الفرمانات) المهمة, منها خط شريف كولخانة في 1839 ومرسوم همايون عام 1856, وعدد من القوانين منها قانون الاراضي الصادر في 21 نيسان 1858 وقانون الطابو الصادر في 14 كانون الثاني 1859, فضلاً عن قانون الولايات سنة 1864 ودروها في تثبيت الاسس الاصلاحية الجديدة. أما المحور الخامس؛ فتناول عرض موجز لنتائج حركة التنظيمات العثمانية, وتأثيرها في الولايات العربية لاسيما منها ولاية بغداد, وكرس المحور السادس (الاخير) لتناول ملامح تجربة مدحت باشا الاصلاحية في العراق, واهم اعماله الادارية في ولاية بغداد, فضلاً عن اعطاء عرض موجز للمتغيرات اللاحقة لعهد مدحت باشا حتى بدايات القرن العشرين. وفي الخاتمة حاولنا عرض اهم الاستنتاجات التي التوصل اليها من خلال محاور البحث, تطلب البحث الرجوع إلى العديد من المصادر ذات العلاقة شملت عدد من البحوث والرسائل الجامعية فضلاً عن الاستعانة بشبكة المعلومات الدولية (الانترنت), ويمكن التعرف على تلك المصادر من خلال هوامش البحث او قائمة المصادر.

Crossref
View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF