من المؤرخين الرواد الذين دونوا جزءا من حياة الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) هو المؤرخ محمد بن سعد بن منيع المشهور بابن سعد (ت:230هـ) والذي أفرد ترجمتين منفصلتين عنهما في كتابه الموسوم الطبقات الكبرى، وهاتان الترجمان طبعتا منفصلتين بتهذيب عبد العزيز الطباطبائي وتحقيقه عام (1417هـ-1996م) واصدرتهما مؤسسة آل البيت عليهم السلام لأحياء التراث. فكان بحثنا في ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) في كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد، وقد اخترناه لسببين رئيسين :

الأول : إن الحديث عن أهل ابيت (عليهم السلام) نوع من التقرب إلى مرضاة الله ورسوله وهو جزء من إحياء أمرهم كما قال الإمام الرضا (عليه السلام) : ((رحم الله من أحيا أمرنا، قيل كيف قال : يتعلم علومنا ويعلمها للناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا)).

الثاني : تسليط الضوء عن محتوى كتاب الطبقات الكبرى وكيفية تطرق ابن سعد لشخصية الإمام الحسن (ع) التي سخرت حياتها لخدمة الدين والأمة والناس مقارنة بما كتبه بعض من المؤرخين، وتحليل هذه المعلومات والوقوف على كثير من الحقائق والتفاصيل التي وردت هنا أو هناك للوصول إلى نتائج علمية دقيقة عن سيرة حياته. وقد انتظم البحث بمقدمة وأربعة مطالب وخاتمة، خصص المطلب الأول، للسيرة الذاتية لابن سعد (ت230هـ)، أما المطلب الثاني فقد تم التطرق فيه إلى سيرة حياة الإمام الحسن (عليه السلام) في كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد، وجاء المطلب الثالث بعنوان الافتراءات الموجهة للإمام في كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد، وكان عنوان المطلب الرابع اغتيال الإمام وشهادته في كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد