تعد الرواية الجنس الأقرب الى الواقع، وإن لم تخل رواية من خيال مؤلفها ، إلا أن الواقعية هي السمة الغالبة عليها، ولاسيما الرواية العراقية التي أنمازت منذ نشأتها بهذه السمة ، وإذا كانت الواقعية تعني ضمن ما تعنيه تمثل الاشياء بأقرب ما هي عليه في الواقع ، فأن هذا التمثل إنما يتأثر أيضا بميول الفنان وطريقة فهمه وزاوية نظره، ونحن في هذا البحث بأزاء روايتين تقتربان من دون تطابق حرفي فوتوغرافي مع ذلك الواقع الذي يشكل السياق الواضح في هذا النص والمرجعية الأساس له، وقد وجدنا فضلا عما سبق كثيرا من المشتركات والثيمات المتقاربة بين هاتين الروايتين ولاسيما الفئات العمرية لشخوصهما ، فضلا عن تتبع التاريخ الحديث لوجود المسيحيين في العراق، وسمة التعايش التي كان يتمتع بها أبناء هذا المجتمع قبل التغييرات الكبيرة والتحولات التي حصلت بعد عام 2003، واضطرار كثير من أبناء هذه الشريحة إلى مغادرة البلاد، إما قسرا او اختيارا .