يكاد البحث في أشعار الشاعرَين الأمويين : الفرزدق وجرير، يقتصر في العديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية، على ما عُرف عنهما من تبادل الأهاجي في ما سُمِّي بـ (النقائض)، بينما اقتصرت معظم هذه الدراسات والبحوث التي تناولت شعر الشاعر المخضرم الأموي - العبّاسي بشّار بن بُرد على محاولة تبيّن أوجه إفادة الشاعر البصير من تشبيهات المُبصرين، في أغراضه الشعرية الرئيسة التي تضمّنها ديوانه الضخم، الغزل والمديح والهجاء، من دون أن تحظى أغراض وفنون شعرية عديدة تفرّعت عن الأغراض الشعرية الرئيسة المعروفة، مبثوثة في نصوص هؤلاء الشعراء الثلاثة، إلا بالقدر اليسير من الاهتمام، لا بل بعدم الالتفات إليها غالبا. وفي بحثي هذا محاولة أمكنني التوقف عَبرها على غرض (الوصف)، وتحديداً على تفاوت كمّيّ أوّلاً في وصف المراكب والسفن في أشعار الشعراء الثلاثة، لأنه غرض انبثَّ عرَضاً في نصوصهم التي كانت ظهرت عبر غرَضيْ النسيب والمديح أصلا، لكنه غرض فرعي بدا مثيراً للاهتمام والبحث، لجدَّته من جانب وللنتائج التي خلص إليها فيه، من جانب آخر.