يعدُّ التناص نوعا من العلاقات التي تربط النصوص مع بعضها البعض فهو العلاقة التي يقوم من خلالها كل نص بالإشارة الى نص اخر. اكتسبت المعلومات في أيامنا هذه صفة عالمية بسبب التكنلوجيا الحديثة التي جعلت من وسائل الاعلام (التي تعد من أكثر الوسائل تأثيراً) ذات تأثير ليس على مستوى المجتمع بصورة عامة بل على مستوى الفرد بصورة خاصة حيث تؤثر المعلومة وكيفية انتقالها على تفكير الناس وآرائهم. عند كتابة الاخبار يواجه الصحفيون مشكلة تكمن في رغبتهم بأن يكونوا مبدعين ومنفردين ويشيرون في الوقت ذاته الى حقائق ثابتة ويستعملون أسلوباً لغوياً شائعا ً. تعد مسألة التناص شائعة في وسائل الاعلام وخاصة بين الصحفيين اللذين يعتبرونها فاعلة في تحقيق أهدافهم لذلك يهدف البحث الحالي الى تقصي الاهداف التي تدفع الصحفيين اللذين يكتبون مقالات عن الوضع الامني في العراق الى اللجوء للتناص. يعتمد ذلك على تحليل دقيق لتقنيات التناص التي يعتمد عليها الصحفيون في هذا النوع من المقالات. لقد شهد الوضع الأمني في العراق فترات عديدة من التصعيد وبضمنها تلك الواقعة بين نيسان وحزيران من عام 2014 . الهدف هنا هو معرفة الكيفية التي يوظف بها الصحفيون التناص كي يخبروا العالم عن الوضع الأمني في العراق في واحدة من فتراته الحرجة. لذلك تم تحميل أثنا عشرة مقالة من هذا النوع من شبكة الأنترنت وتم تحليلها بدقة. تم أجراء التحليل اعتمادا على نموذج بأزمان (2004:5) بالذات لكونه عبارة عن مخطط شامل و موحد يغطي كل أنواع التقنيات التي جاء بها الآخرون. قادنا التحليل الدقيق الى عدد من النتائج اهمها الاستخدام المكثف للتناص من الصحفيين الذين قاموا بتوظيف جميع تقنيات التناص مع التركيز على تقنيات معينة من اجل تحقيق اهداف معينة في النص.