قد يؤدي التكالب على المال بالمرء أن يبيع القيم التي يفترض به أن يمتلكها والأخلاق التي يجب عليه أن يتحلى بها وربما تتأثر المشاعر الإنسانية بهذا التكالب وتصل بمبالغتها حد التأثير السلبي على عاطفة نبيلة كالحب, ولكن هل الحب بضاعة تباع وتشترى بالمال ومن اجل المال؟ أليس من المفترض أن يكون الحب قيمة عليا لا تقوم عليها أي مساومة ؟ وإذا وصل الحال بان يصبح العمل والتجارة مسوغا للأغنياء كي يتربحوا من عرق وشقاء الفقراء والمحرومين, فهل تبقى فيهم أي شيء من حس وتعاطف وحب؟ لقد أجاب جورج برناردشو في مسرحيته ((بيوت الأرامل)) عن هذه التساؤلات مرجحا كفة المال على الأخلاق والحب في زمن صارت فيه مشاعر الناس بلا قيمة تذكر, بل إن ما يتم جمعه من مال صار هو مقياس الرجولة والنجاح, ولا محل للحب الحقيقي في عالم العمل, وحتى انه قد صور البحث عن المال كالمرض المعدي الذي يصيب الأغنياء ليزدادوا غنى, ويصاب الفقراء بعدوى من الأغنياء فيبذلون جهودا مضنية لعلهم يتجاوزون حالة الفقر التي يعانون منها , حتى لو كان ذلك على حساب مشاعرهم وتعاطفهم وأخلاقهم .
Details
Publication Date
Sun Nov 11 2018
Journal Name
Alustath Journal For Human And Social Sciences
Volume
213
Issue Number
1
Keywords
Widowers' Houses
Business
Misery
manhood
Moral Crime
Choose Citation Style
Statistics
Abstract Views
383
Galley Views
263
Statistics
Authors (1)
شركاء في جريمة أخلاقية دراسة اجتماعية في مسرحية جورج برنارد شو (بيوت الأرامل)
Quick Preview PDF
Related publications