Preferred Language
Articles
/
alustath-619
توظيف اللون في شعر عَنتَرة بن شدّاد العبسيّ

 تناول البحث بدءاً تعريف اللون في اللغة العربية, ودراسة دلالات اللون في الشعر الجاهلي, وإبداع الشعراء في استحضار المفردة اللونية, وتوظيفها في مجرى القصيدة الجاهلية, وشاعرنا ترسم خطى الشعراء الجاهليين الذين سبقوه, واستعان بأفكارهم ونعوتهم حتى غدت أفكاره مشابهة للأفكار التي أطلقوها قبله, فيمـــا كـان له خصــوصية فــي اختيـــار الألفاظ المناسبة التي يلون بها صوره, وكان غالباً ما يقف عند ذرى المعاني التي طرقها أسلافه, وفي الأحيان نراه يفلت من آسرها وتكون له شخصية تظهر في نتاجه, يستعين بمخزونات فكره أكثر مما يستوحي انفعال نفسه, وبرع في انتقاء واستحضار حُزمته  اللــونــية التي تُضفي على اللوحة روعة وجمالاً, ولم يترك جزءاً من لوحته إلا وقد لونها بدقة وعناية فائقة, فيما كان يتعامل مع الألوان عند ذلك بخصوصية تبعاً لموقفه الفني وتجربته, فالأنموذج التصويري عنده تتداخل فيه بذور واقعية تلونه وتبعث فيه الحياة, وهو مزيجٌ من التخيل والتجربة. وتوجه البحث الى مواطن اللون ودلالاته في شعره, وعرض ومن خلال استقراء ديوانه نماذج شعرية من قصائده وظف فيها الألوان الستة: الأسود والأبيض والأحمر والأخضر والأزرق والأصفر في مجاري التعبير في أدائه, وكشف عن أن أداءه اللوني شمل رقعة صالحة من مساحة الألوان, فضلاً عن سعة انتشار الألوان في شعره, وسعى الى منح الصورة زخم التشكيل اللوني الذي ربما يكون البياض والسواد محوريه الرئيسين, واستعمل الزخرفة اللونية في اللوحة الواحدة, وحرص على حشد أكبر حزمة لونية في قصائده العديدة, وعلى الجمع بين أكثر من لون، ولاسيما الألوان المتقابلة في اللوحة الواحدة, ضمن خيال حسي في توزيع وذكر الألوان حتى غدت تشكيلاته اللونية الجميلة تدخل في لوحاته وتحيلها الى لوحة نابضة بالحياة .          

Crossref
View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF