أظهرت الدراسات النقدية الحديثة عن الشاعر الأمريكي جون اشبري (1927) تضارباً ممنهجاً تمحور حول ماهية شعره أكان بحلة  الرومانتيكية المتأخرة أم توشح بجذوة الشعر الطليعي لما بعد الحداثة قد انبرى  لأداء دورا جوهريا في انجاز مشروع  لحقبة ما بعد الحداثة. وتضمر العديد من أعماله الشعرية الرائدة خزينا واضحا من الأفكار و المضامين الرومانتيكية التي عالجها الشاعر بدراية في حين تترنم قصائده المتأخرة بأنسام حقبة لما بعد الحداثة كتيه الفرد الأمريكي في خضم التحولات الطارئة التي  شهدها المجتمع.  والهدف من هذا البحث  هو محاولة نقدية لقصائد مختارة لأشبري باعتباره شاعرا رومانتيكيا تارة او شاعراً لما بعد الحداثة تارة اخرى ووفقا لما خلصت اليه بعض الآراء النقدية لنقاد مثل بلوم و ملر و لونجنباك. و لعل من ابرز الاستنتاجات التي اجمع عليها الرهط تأصل الروح الرومانتيكية في نتاجات اشبري مسخرة لأغراض غير رومانتيكية . مما يسر للشاعر نقل أفكاره البوحية تارةً واستقدام اطر  اندرجت في خبايا ما بعد الحداثة بواقعية المجتمع الأمريكي الذي يعيش فيه و يخاطبه في مقامات أخرى.