Preferred Language
Articles
/
alustath-591
الاتجاهات المستقبلية للعلاقات العربية – الأوربية دراسة في الجغرافيا السياسية

تتزايد على نحو متسارع مؤشرات عودة أوربا طرفاً فاعلاً في أحداث المنطقة العربية في الوقت الراهن، حيث كان نمط التمايز الفرنسي عن الموقف الأمريكي  ازاء القضية الفلسطينية، وكذلك نمط التمايز الألماني – الفرنسي – البلجيكي عن الموقف الامريكي خلال العدوان العسكري على العراق عام 2003، كل ذلك يتيح مؤشرات متعددة ومتنوعة على حضور هذا الدور الذي كان قد تراجع بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ونهاية الاحتلال الأوربي للوطن العربي، لقد تعرضت أوربا لخسائر كبيرة عسكرياً واقتصاديا وسكانياً واجتماعياً خلال الحرب العالمية الثانية، الامر الذي أثر في قدرتها الاستراتيجية في مواصلة دورها الاستعماري القديم في مواجهة أقطاب دولية أخرى أصبحت هي القوة الأولى على حساب أوربا وباتت تحل محلها في فرض نفوذها على مستعمرات أوربا السابقة في المنطقة العربية، حيث أخذت الولايات المتحدة تسعى جاهدة الى فرض سيطرتها الكاملة على الوطن العربي بديلاً عن الاستعمار الأوربي القديم حيث تراجعت استقلالية الموقف الأوربي بشأن القضايا العربية تراجعاً كبيراً فاتجهت الى الحوار مع الحكومات العربية والذي تجسد فعلياً في ما يسمى (الحوار العربي – الاوربي) باعتبار أن مرحلة جديدة قد حلت لإعادة ترتيب النفوذ الدولي في المنطقة، كما أن أوربا قد استعادت "عافيتها الاستعمارية" التي كانت قد فقدتها بعد الحرب العالمية الثانية وبشكل خاص مع تراجع عوامل الوحدة والقوة العربية بسبب ضعف الحكومات والنظم العربية، وانهيار الاتحاد السوفياتي، وقد أتسعت وتيرة هذا التوجه الأوربي مع انطلاق مشروع "الشرق أوسطية"، وفقاً لتصور (أمريكي – صهيوني) يستبعد مصالح أوربا، وهو ما دفع الباحث الى تحليل الثابت والمتغير في تلك السياسة تجاه القضايا العربية في اطار الاجابة عن التساؤلات حول الطبيعة المستقبلية للعلاقات العربية – الأوربية.

Crossref
View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF