يعدُّ التشتت الصناعي أحد الانماط الاقليمية للتوزيع الجغرافي للمؤسسات الصناعية والتي يتم اعتمادها في عملية التنمية الصناعية خاصة في المناطق الفقيرة وهذا ما ظهر في هذه الدراسة ، إذ تم توزيع الكثير من المؤسسات الصناعية جغرافيا في المناطق الوسط والجنوبية من العراق عبر فترات زمنية منذ تأسيس مجلس العمار 1950 وحتى أخر خطة خمسية اقتصادية شاملة نفذت في العراق 1981-1986 والتي لم يتم اكمال تنفيذها بسبب الحرب العراقية – الايرانية عام 1980 والتي طالت 8 سنوات والتي انتهت في 8 آب 1988 . وقد استطاعت الخطط الاقتصادية الخمسية المتعاقبة من التنمية الاقتصادية فيها توسيع النشاط الصناعي فيها ولتوفير فرص العمل للآلاف من الايدي العاملة ويتضح ذلك من دراسة محافظة القادسية كأنموذج والتي كانت تعتمد على النشاط الزراعي كمورد اقتصادي مما أدى الى هجرة معظم الايدي العاملة الى داخل وخارج العراق مما حدى بالجهات المسؤولة في الحكومات السابقة باتباع السياسات التخطيطية التنموية وتنفيذ العشرات من المشاريع الصناعية في الخطة الخمسية 1970-1974 وما تلاها من انشاء العديد من المؤسسات الصناعية الكبيرة وتوزيعها جغرافياً بين مدن المحافظة ومنها معمل الصناعات المطاطية (اطارات الديوانية) ومعمل النسيج القطني ومعمل آليات في مدينة الديوانية فضلاً عن معملين للطابوق الحديث في كل من الدغارة والشامية اضافة الى دور القطاع الخاص في التنمية الصناعية للمحافظة .