يمثل التناص الحضور المشترك بين نصين أو أكثر، وبطريقة استحضارية، غير مقصودة، بموجب الخزين المعرفي والتعالي النصي، الذي يعني كل ما يضع في علاقة ظاهرة أو خفية مع نصوص أخرى، هذه العلاقة أن يبيح للنص السابق الظهور، لذا يصبح النص ذاتاً مستقلة أو مادة موحدة ولكنه سلسلة من العلاقات مع نصوص أخرى.
وظفت الروائية هدية حسين في روايتها " ريام وكفى" التناص التراثي (أغاني ترقيص الأطفال، الأمثال والتناص الفني – الغنائي) بشكل جعلها تتعامل بمرونة عالية مع السرد في هذه الرواية، ذلك لأنها استطاعت من خلال التناص التراثي أن تكثف في الأحداث وأن تعطي بعداً أعمق للعلاقات الاجتماعية وسير الصراع في هذه الرواية.
سجل التناص التراثي في هذه الرواية حضوراً فاعلاً، بموجب إلماحة ذكية من الروائية، في محاولة منها لاختزال الحدث. وقد استطاعت الإمساك بأدواتها الفنية، لإقامة تناص عزّز من قيمة الحدث وأظهر فاعلية في الصراع داخل هذا الحدث وأبرز المستويات الثقافية والنفسية للشخصيات.