Preferred Language
Articles
/
alustath-506
أزمة الهوية في الخطاب النقديّ العربيّ

يُعدُّ التحدي الذي تواجهه أمتنا على مستوى هويتها وخصوصيتها من أخطر أشكال التحدي وأكثرها فتكا في كيان الأمة، ويبدو هذا ماثلا في النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ويتضح  على أشده في الجوانب الفكرية والأدبية والثقافية، والأدوات المسؤولة عن تقويمها ألا وهي النقد الذي يعاني من أزمة تتعلق بهويته وانتمائه .وتبدو ملامح هذه الأزمة في عدة اتجاهات: منها ما يتعلق بتأثير المذاهب والمناهج النقدية الوافدة التي لا تتفق في منطلقاتها وتصوراتها وأفكارها مع طبيعة الأدب العربي وخصوصيته ،ومنها ما يتعلق بلغة النقد ذاتها التي تحولت بفعل الترجمة والغموض والتوعر إلى أزمة أخرى تحول دون فهم النصوص النقدية ،ترتبط معها فوضى عارمة على مستوى استعمال المصطلحات وتعريبها مما أضاف إشكالية جديدة وأزمة أخرى. يأتي ذلك كله في اطار موقف غير واضح من التراث على نحو عام والتراث النقدي على نحو خاص. تعاضدت هذه القضايا وغيرها على تغيب النظرية النقدية الموحدة ، فأضحى النقد العربي بسبب تبعيته للنقد الغربي فهو عبارة عن أراء متفرقة وجهود مبعثرة لا يجمعها منهج، ولا تلتزم بمذهب. ويسعى البحث من خلال رصيد هذه العقبات الى إصلاح الخلل ورصد الزلل بغية تقويم النقد وتصحيحه للوصول إلى منجز نقدي يمثل ذاتنا وهويتنا ويحفظ لنقدنا خصوصيته وهويته وانتمائه.

Crossref
View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF