عندما تُصنَّف مجموعة ما في المجتمع على انها نُخبة مثقفة ، معنى ذلك ان هناك اساسات مُنحت من خلالها هذه المجموعة الصفة؛ لأنها ستتحكم بالواقع والمصير لهذا المجتمع، فهي البوصلة التي سيسير عليها الافراد باعتبار النخبة كمرجعية عليا تحمل في بواطنها رجحان العقل والبصيرة والرؤى الثاقبة التي يحتاجها سير الحياة ، لذلك فالآمال معقودة بضروراتٍ مُلحة على هذه النخب في توصيل من وضعوها في هذا المقام الى ضفةِ الامان. لكن عندما تتأزم هذه النخب وتُصاب بضعف في مقوماتها الاصيلة التي من خلالها تبقى مُسيَّرة لهذا المجتمع، حينها تكون هذه قد ضيَّعت بوصلة النجاح وفقدت موجبات نعتها بالنخبة وانحرفت عن جادة القيادة لهذا المجتمع، وذلك ما تعرضت له النخبة العراقية المثقفة ، الامر الذي يحيل معه الامور الى صورٍ مختلفة من التمزَّق والتناحرات والتقزَّمات والتصدَّعات التي يبتلي بها من اختار هذه النخب ، فيفقد المجتمع الثقة بمن اوكله مهام العناية به مع السلطة الحاكمة خصوصاً اذا كانت الاخيرة تُمارس الدكتاتورية المقيتة على الشعب .