لا يستطيع الباحث الإحاطة بشعرية أمل دنقل ، إلا ّإذا ألمَ بحياة الشاعر التي اتسمت بـ(الحرمان ، الفقر ، القهر) ، والتي شكلت بمجموعها  (الرفض) الذي أفضى إلى التمرد ؛ وذلك لان شاعرنا مسكون بهاجس التميز الذي يتوق للبحث عن شكل يضمن للقصيدة وظيفتي : ( الإمتاع والإقناع )، الإمتاع : المستند إلى النحت في جسد اللغة ، وما تزخر به من عناصر جمالية وثقافية متنوعة ، والإقناع : المدعوم بإيمان عميق بجدوى الشعر وقدرته على تحقيق التواصل ، والدفع بالوجدان الجماعي الذي يسمو إلى تحقيق سمتي : ( الاختراق والاحتراق ) ، الاختراق : لحجب الزمن ، ومن ثم الاحتراق إبداعا ليشكل الشاعر –أمل دنقل- نصه ، وليؤسس عن طريقه ما يدفئ مفاصل المجتمع الذي أصابه الوهن ، فضلا على نار الحركية للارتقاء إلى عالم الطهارة ليستحيل الاحتراق اختراقا.