يتناول هذا البحث ثورات الصفرية في بلاد المغرب من سنة 122 هـ - 143 هـ / 740-760 م، فهو يعرض بداية ظهور فرقة الصفرية، ومعتقداتها في بلاد المشرق ، كتمهيد للبحث، ومن ثم انتقال مبادئ الصفرية الى بلاد المغرب ، هرباً من الدولة الاموية  بعد ثورات دامية أخفقت في تحقيق أهدافهم، وما يصبون إليه في المشرق، من قلب نظام الحكم، او السيطرة على أحد الأقاليم. وقع اختيار الصفرية على بلاد المغرب؛ لبعدها عن مركز الخلافة، ومعرفتهم بتقبل السكان هناك للمبادئ والأفكار المعادية للدولة الأموية؛ كمخرج لتعسف بعض الولاة الذين مارسوا الظلم على سكان البلاد. كما يستعرض ثورات الصفرية في أثناء ولاية عبدالله بن الحباب، والمعارك التي خاضها ضدهم، وكذلك دور حنظله بن صفوان في التصدي للصفرية، والانتصار عليهم، وكذلك تم الوقوف على  دور عبدالرحمن بن حبيب الفهريّ في قمع الصفرية، والانتصار عليهم، ودور  أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح الأباضيّ في التصدي للصفرية ، مبرزاً  نفسه كإمام زاهد تقي مدافع عن دماء المسلمين وأموالهم ، بعد أن ارتكبت الصفرية جرائم دموية عنيفة عندما سيطروا على القيروان. ومن ثم  مقتل أبي الخطاب على يد محمد بن الأشعث الخزاعي، الذي أقره المنصور على ولاية المغرب ؛ للقضاء على الفتن والثورات التي ظهرت في بلاد المغرب. وأخيرا قيام الدولة الصفرية التي عرفت فيما بعد بدولة بني مدرار أو بني واسول، وكانت قد اتخذت من سجلماسة عاصمة لها.