كان من معطيات النهضة الفكرية الكبيرة التي عاشتها الدولة العربية الإسلامية في العصر العباسي الأول ولاسيّما حاضرتها بغداد منذ النصف الثاني الهجري هو اتساع حركة النقل والترجمة والتأليف والإبداع، مما زاد إنتاج الكتب كماً ونوعاً وامتلاء خزائن الكتب العامة بها فضلاً عن امتلاء خزانات الكتب الخاصة مثل الخزانات الملحقة بالجوامع والكنائس والأديرة أو تلك التي تعود ملكيتها الى بعض رجالات الدولة وأعيانها أو التي تعود ملكيتها الى العلماء والأدباء، ومنها (الخزانة الكندية) لفيلسوف العرب الكندي، فقد امتلأت هذه الخزانة بصنوف العلوم الإنسانية والعلمية، وقد أفادت الدولة العباسية منها الشيء الكثير وذلك بالتوظيف العلمي السليم في حل الكثير من المشكلات الدينية والدنيوية لما احتوته الخزانة الكندية من علوم ومعارف راقية”.