يعد فن القصة القصيرة من الفنون الإبداعية السردية المهمة؛ كونه يحمل خطابا يعكس وجهة نظر الكاتب (مرسل النص) حول فكرة ما، فيسعى جاهدا لبث ذلك الخطاب بين ثنايا عناصر نصه القصصي وهنا تكمن براعة المبدع في كيفية استعمال تقنيات السرد وتوظيفها من أجل بث خطابه الى المتلقي.
لقد حملت المجموعة القصصية (الرحيل) لجورج سالم خطابا، عكس مشاعره وأحاسيسه فكانت صورة صادقة عن واقعه، فضلا عن وصفه لمعاناته وآلامه وأزماته النفسية، وكثيرا ما يتجه الكاتب في التعبير عن تلك المشاعر بشخصية (البطل المجهول)، مما يفتح مجالا رحبا لكثرة التساؤلات، وبالتالي يقودنا الى كثرة التأويلات والدلالات.
اتجه القاص في هذه المجموعة الى أتباع نمط معين وأسلوب واحد في مجموعته، فيقودنا الى أن هذا الالتزام يحمل خطابا معينا، أراد الكاتب تأكيده والتركيز عليه، وهذا ما يتبين لنا من خلال تحليلنا لنصوص هذه المجموعة.