إن مصطلح (الإشهار) توسع حقله المعرفي من خلال الاعتماد على الصورة الإيحائية الدالة على التكثيف الدلالي، والقائمة على التأثير والإقناع والإبلاغ والتواصل، فضلاً عن بيان القيمة الانفعالية التي تتجلى في تلك الدوافع التي تتحكم في سلوك الفرد للقيام بعمل ما نتيجة انقياده للتأثيرات التي وقعت فيه، فضلاً عن أنه لايعد إعلاناً تجارياً فقط بل أصبح حقلاً من الحقول المعرفية في الدراسات اللسانية والأدبية بوصفه خطاباً له خصوصيته السيميائية والتداولية، وقدرته على التواصل مع المتلقي لتمرير خطابه، وتحقيق غايته باستعمال كل خصائصه التي يتوفر عليها.

     إلى جانب مصطلح الإشهار عندنا الخطاب القرآني الذي هو خطابٌ توجيهيٌ دال، مفعمٌ بالتعبيرات الإشهارية التي تتوقف على اللغة التي هي وسيلة إقناعية صامتة تخترق عقل المتلقي بقوة تفوق قوة الكلمات المسموعة، وإن هذه الأساليب الخطابية الإشهارية في الخطاب القرآني تمتاز بالتكثيف الدلالي والمعنى الإيحائي المعجز، لأن مرجعيته هي الله سبحانه وتعالى فهو المرسِل والباعث المتكلم، لذا آثرنا دراسة الموضوع من حيث (تقريب إشهاري للفظتي الواقع والواقعة في النص القرآني).