الدّرس العرفانيّ من اللّسانيّات إلى الإنسانيّات
نقدّم قراءة تأليفيّة في واقع ما يمكن أن نسمّيه باللّسانيّات العربيّة. ونركّز على خصائص الدّرس اللّسانيّ النّفسيّ بشقّيه التّوليديّ والعرفانيّ. فقد حقّق هذا الدّرس نتائج معرفيّة ومنهجيّة مكّنته، في تقديرنا، من أن يكون حلقة تعبر منها العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة العربيّة إلى النّموذج العرفانيّ باعتباره مشروعا علميّا كونيّا. ونتناول بعض النّماذج البارزة الّتي تقاطع فيها البحث بين اللّسانيّات العرفانيّة والإنسانيّات، وذلك من قبيل نظريّة الاستعارة التّصوّريّة. فنعتمد نموذج لايكوف في توظيف مبادئ هذه النّظريّة في قراءة وقائع وخطابات تاريخيّة كان لها آثار اجتماعيّة وسياسيّة واقتصاديّة عميقة على المجتمع الإنسانيّ. وفي ضوء ذلك نشير إلى نماذج عربيّة من استثمار الدّرس اللّسانيّ العرفانيّ في مقاربة ظواهر الإنسان.