الواقعية السحرية هي من المدارس الحديثة التي ظهرت مؤخراً في أدب أمريكا اللاتينية بشكل واسع. وذلک بسبب أسلوبها الشيق والحافل بالغرابة. هذا وجعلت كل من الروائيين الجدد على الساحة العربية أيضاً أن ينتهجوا نهجها في كتابة رواياتهم. فشهد الراوي الكاتبة العراقية الشابة كانت من ضمن هؤلاء الكتّاب والروائيين بحيث اختارت تيار الواقعية السحرية لكتابة أولى رواياتها "ساعة بغداد" من خلال تجسيد عناصرها كالسحر، والوهم والخيال، والأسطورة، والرمــز، والازدواجية، وصمت الکاتب وعدم انحيازه حيال الأحداث الخارقة للطبيعة في الرواية. الواقعية السحرية وباختصار شديد تعني دمج العالم الواقعي بالاواقعي أو الخيالي. ومن هذا المنطلق جاء هذا المقال ليدرس تلك العناصر ويحللها ويبين كيفية استعمالها ودورها فی سرد احداث هذه الروایة حسب منهج تحليل المحتوى. نتائج الدراسة تدل علی أن الکاتبة أجادت في دمج العالمين الواقعي واللاواقعي معاً بحيث يسلم بها القارئ ويصدقها ولا يتفاجئ عند مواجهته للأحداث الخارقة في الرواية، کما تبین لنا أثناء دراسة الروایة أن من أهم المحاور التی رکزّت علیها الروائية كانت هي معاناة الشعب العراقي طيلة سنين الحرب والحصار وذلك بصورة غير مباشرة من خلال استعمالها المكثف لعناصر الواقعية السحرية.