لقد شهدت أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية على الصعيد الاجتماعي والسياسي والثقافي تغيرات كبيرة حيث ساد الافتقار إلى التواصل ، انعدام وجود معنى للحياة ، العزلة ، التمييز الطبقي ، وغيرها من القضايا ذات الصلة مما أدى إلى تجريد الإنسان من إنسانيته وتزايد إحساسه بالتوحد لذا حاول المسرحيون في منتصف القرن العشرين ومنهم كان الكاتب إدوارد ألبي ، من بين كتّاب آخرين ، إحياء إيديولوجية اجتماعية جديدة لتغيير الفكر البشري السائد الذي تجاوز تأثيره الحدود وقاد الإنسان إلى العزلة. لقد استاء ألبي من التوجه الثقافي خلال عصره وانتقد المعايير الاجتماعية المعاصرة في محاولته لإضفاء صفة التسامي على تجارب حياة الإنسان جزئيًا كعملية للشفاء الذاتي وجزئيًا كمساهمة منه لخلق موجة جديدة من الثقافة الإنسانية. لقد عبر البي في مسرحيته (قصة حديقة الحيوان)عن المعاناة الإنسانية مثبتاً أن كلاً من الانطوائي (بيتر) والمنفتح (جيري) هم ضحايا الأعراف الاجتماعية السائدة وانهم في صراع دائم في خضم الانظمة الاجتماعية والثقافية المفروضة عليهم. ومع ذلك، فإن سمات نوع الشخصية الانطوائي والمنفتح اثبت دورة في إعادة توجيه نمط التفكير الانساني للعودة الى الحياة الاجتماعية المبنية على التواصل. الهدف من هذا البحث هو توضيح كيفية تفاعل سمات نوع الشخصية مع بعضها البعض وكذلك مع المواقف المختلفة في الحياة لخلق وجهات نظر جديدة تعزز الثقافة الإنسانية ، أو في سياق أوسع ، لخلق ايديولوجية جديدة لما بعد الحرب العالمية الثانية بعيدًا عن الموت النفسي للإنسان في العصر الحديث.