Preferred Language
Articles
/
alustath-1939
المُنوّن في القرآن الكريم، مُقاربة لُغويّة تداوليّة (سلسبيلًا) أنموذجًا

يعدُّ تعدد الأوجه والاحتمالات في تحليل قضية لغوية محددة أمرًا مألوفًا يشيع في درس العربية، يشي بوقوع الخلاف في الآراء على مستوى المسألة الواحدة ، كما وقع في الاسم المنون (سلسبيلًا) الوارد في قوله تعالى:﴿عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا﴾[الإنسان : 18] الذي انتخبه البحث ميدانًا له ، رأى فيه ما يكون كافيًا للكشف عن هذه الظاهرة في أقوال أهل العربية والمفسرين التي تنم عن تفاوت الأفهام واختلاف النظر والثقافة، فيؤدي ذلك إلى تعدد في التحليل وتجوز في التأويل، فيضيع بذلك أحيانًا القصد وتتشتت الفكرة في تلك المسألة الواحدة. وهذا الاحتمال والتجوز يمكن أن يكون مخالفًا لمقصد التعبير القرآني الذي يريد معنى محددًا لا معاني متعددة، لذا لا مناص من الوقوف عند المقام التخاطبي للاسم المنون (سلسبيلًا)، ذلك المقام الذي هو محط اهتمامات التداولية عند دراستها اللغة بما أُتيح لها من أدوات، وإحاطة بالملابسات، وسبر عميق في تلمس الدلالات، وصولًا إلى القصد . وقد انتهى البحث إلى نتائج كان من أبرزها: يبعد أن يكون الاسم المنون (سلسبيلًا) جملة أمرية (سَلْ سبيلًا)، لأن التواصل يكون غير متحقق والفائدة منعدمة، لذا وُسم هذا الوجه بالخطأ تارة، والضعف تارة ثانية، والبعد ثالثة. يبعد أن يكون علمًا مركّبًا محكيًّا أو منقولًا؛ لأنه من مبتكرات القرآن الكريم، وهو كلمة واحدة أو اسم مفرد لا ينفصل بعضه من بعض. ويبعد أن يكون علمًا مصروفًا للتناسب؛ وذلك للاتفاق على صرفه. والصرف دليل يمنع الجزم بعلمية الاسم في التعبير، فضلًا عن أن مراعاة التناسب والفاصلة لا يكون على حساب المعنى. حمل الاسم المنون (سلسبيلًا) على أنه صفة أمر مرجوح، إنْ لم يكن الوجه الحقيقي؛ لأن الإنجاز يُعين عليه. كشف البحث عن أن الاسم المنون (سلسبيلًا) منحوت من مادتين لتأدية الغرض الإنجازي في وصف العين، والملاءمة للمعنى المراد. وهاتان المادتان هما(سلس،وسبل)أو من السلاسة والسبالة. 

Crossref
View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF