يتناول هذا البحث النحت الآشوري في الألف الأول قبل الميلاد وأهم ما يعرضه من موضوعات و ما يحمله من دلالات تاريخية ، إذ ركزنا في البداية على دراسة بدايات هذا الفن الذي يعد جزءا من فنون حضارة بلاد الرافدين ، كون الآشوريون الذين ارتبط هذا الفن بهم من شعوب بلاد الرافدين ، لذا سارت بدايات هذا الفن جنبا إلى جنب مع بدايات النحت السومري والبابلي ، إلى أن بلغت الدولة الآشورية مرتبة الإمبراطورية عندها حمل هذا الفن وظيفة الدفاع عن وحدة الإمبراطورية والحفاظ على استقرارها السياسي والاجتماعي ، وهذا ما دعاه إلى التأثر بفنون الشعوب الأخرى المجاورة أو الخاضعة لهيمنة آشور ، ثم عرضنا أهم الموضوعات التي تناولها فن النحت الآشوري لاسيما الحروب التي أخذت موقع الصدارة في اهتمامات هذا الفن انطلاقا من التحديات التي واجهها الآشوريين من الشعوب المجاورة وتحول العقيدة العسكرية الآشورية من اعتماد أسلوب الدفاع لصد المعتدين إلى إعتماد أسلوب الهجوم لضرب الأعداء المحتملين في عقر دارهم ، فكان فن النحت خير معبر عن النزعة العسكرية الآشورية ، كما تناول البحث موضوعات أخرى كالصيد وأنشطة الملوك السلمية ، وهي موضوعات تقوي روابط الفرد بمؤسساته وتزيد من تماسك المجتمع ، وأخيرا بينا أن أهمية النحت الآشوري لا تنحصر بما يحمله من قيمة فنية وجمالية جعلته في مصاف الفنون العالمية الراقية بل وبما يحمله من قيمة تاريخية ، إذ يمكن أن نستقي منه معلومات كثيرة عن واقع الحياة في المجتمع الآشوري ، فضلا عن الأنشطة السياسية والعسكرية للملوك والحكام والقادة ، وهي معلومات قد لا يتسنى الحصول عليها من المصادر الأخرى .