صناعة الجلود في العراق عموماً، وبغداد خصوصاً، من الصِّناعات المُهِمَّة في تاريخ العراق الحديث, إذ ظهرت بوادرها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر اِعتماداً على الآلة الميكانيكية، بجهودٍ فردية من بعض الولاة في بغداد، ولاسِيَّما نامق باشا، ومدحت باشا، بهدف النهوض بالصناعة المحلِّــيّـة. وفي هذا السياق؛ مرَّت صناعة الجلود بتطوّراتٍ مُهِمّة بعد قيام الحُكم الوطني وحكوماته المُتعاقِبة التي شجّعتها بهدف النهوض بالاقتصاد الوطني، ما أسهم في اِنتشارها على نحوٍ سريع وفي وقتٍ قياسي. وتوصلت الدراسة الى اِحتـلّال صناعة الجلود في بغداد مركزاً مُهماً في الصِّناعة التحويلية في العراق, ما عكس الأهمِّـيَّة الفاعلة للاقتصاد العراقي آنذاك. وأن غالبية من أنشأ المعامل والمصانع من التجّار والمستثمرين إبان مرحلة نهوض الصِّناعة الوطنية, لم يُراعوا الجودة أو الاِهتمام بتِلكَ المعامل, إذ كان الربح غايتهم الأساسية. واخيرا لم تكن الحكومات المُتعاقبة في العهدين الملكي والجمهوري يعنون في مسألة التخطيط والتنظيم بشأن تأسيس معامل الجلود, إذ كانت أغلبها عشوائية وغير مُنظَّمة, فضلاً عن عدم وضع سجل أو جرد خاص بعدد معامل الجلود. وعليه لم تُدرج عدد من صناعات الجلود في قائمة المصانع المُعتمدة, في الوقت الذي زعم البعض بأنَّ مُنتجاتهم صادرة من معامل أو شركات, على أن الحقيقة لا تتعدى كونها (دُكّاناً).
