يسعى الجدل التداولي إلى فهم الأدلة الحجاجية ، وتحليلها ونقدها ، وفرز الأدلة الصائبة أو الضعيفة ، وتصنيف الحوارات ورصد الآلية الجدلية والتوقف عند الحوار النقدي ، إذ تعد البلاغة آلية من آليات الحجاج لاعتمادها على الاستمالة والتأثير والاقناع ، بالصورة البيانية ، والأساليب الجمالية وممارستها الإقناع الفكري ، والشعور النفسي لتقبل القضية الحجاجية في موضوع الخطاب ، إذ يتكون البناء الحجاجي من مفاهيم يختص بها الأديب، والشاعر ، والفيلسوف ، وحجته في ذاته التعبيرية التواصلية مع الآخر ، فيعرف مفاهيمه بحسب اطروحة النص المنتج ، وتحليل تلك العلاقات بين المفاهيم كعلاقات التضاد والتطبيق والتضمين .... الخ . فيتحول النص من تواصلي إلى مفهوم حجاجي ، والهدف منه هو الإقناع الذي يتوصل إليه من خلال الحوار المشترك مع الجماعة ، أو الآخر بالتفاوض أو التحقيق ، أو المداولة ، أو البحث عن المعلومة ، أو المحادثة النقدية وفهم الأدوات المستعملة في بناء الحوار بالتركيز على السياق .
وحظي شعر أحمد مطر في العصر الحديث بعناية كبيرة من الباحثين والدارسين ، نظرا لإبعاده الوظائفية ، وقدرته على استمالة الجمهور ( القراء ) بالحجاج والبرهان ، والاقناع ، وحتى الاستدلال .