تسلط هذه الدراسة الضوء على سياسة الهدم في المشرق الاسلامي في دولة الرسول محمد (صلى الله عليه واله), وفي العصر الراشدي, وفي حكم الدولة الاموية, ويتحدد موضوع الدراسة جغرافياً على شبه الجزيرة العربية, وسوريا (بلاد الشام), والعراق, اما زمنياً فهو يغطي القرن الاول الهجري, واربع عقود من القرن الثاني الهجري, موضوع الدراسة لم يسبق التطرق إليه سابقاً إلا ما ندر, والهدم يتفرع لمعان عَّدة , وكلها تقريباً تصب في معنى واحد وهو ضد البناء, ولم يحدد في عنوان البحث ما الشيء المهدوم كونه يتضمن هدم المساجد, والكنائس, والدور, والقصور.
وأسباب الهدم كثيرة منها: الدينية, والاجتماعية, والسياسية, وقد أتخذ كوسيلة عقاب بحق المعارضين, وممن يضمر السوء لدولة الاسلام, وقد يكون وراءه تعصب عنصري نبذه الإسلام, او رفض تزويج, والهدم ذو الاسباب السياسية طغى على مادة البحث, وبدأ في خلافة الإمام علي(عليه السلام), وتصاعدت وتيرته في عصر الدولة الاموية, وأستخدمه المختار الثقفي, وكوسيلة عقاب لكل من شارك في قتل الإمام الحسين(عليه السلام) في كربلاء. كما أستخدمه ولاة, وقادة جيوش بني امية بحق معارضيهم, كما أستخدمه ايضا دعاة بني العباس في اثناء ثورتهم على الحكم الاموي.