يجد القارئ للقصيدة العربية الجديدة، نزوح مبدعها نحو تحميلها بشحنة حِجاجيّة عالية كردِّ فعلٍ على واقعهِ المعيش، عندما عجز عن إقامة اليوتوبيا التي يتمنى إقامتها في وطنه بفعل السياسات المتعبة والأنظمة الفاسدة، الأمر الذي جعل الوظيفة الحِجاجيّة والإقناعية إحدى أهم سِماتها زيادة على وظيفتها الإمتاعية.
ولذا حاولت الباحثة في هذه الوريقات البحثية، الكشف عن أهم الأبعاد الحِجاجيّة التي قامت عليها القصيدة العربية الجديدة، من خلال مقاربات تطبيقية على قصائد ثلاث شعراء جمعهم الهمّ العربي الواحد، وتشابه الظرف السياسي، في مرحلة حاسمة من تاريخ الأمة العربية وهم الدكتور الشاعر جاسم محمد جاسم العجّة من العراق، وقصيدته (شِعب بوّان.. ثانية)، والدكتور الشاعر عمر هزّاع من سوريا، وقصيدته (اليوم اعتزل الكتابة)، والشاعر عمر عنّاز من العراق، وقصيدته (ولكنها رحلت)، من خلال الكشف عن الأبعاد الحِجاجية التي انمازت بها هذه القصائد.