يشغل محمد عزيز الحبابي مكانة مهمة في الفكر العربي المعاصر ، بل و حتى في الفكر الغربي ، لما له من مشاركات باللغات الأوربية الأخرى و خصوصا الفرنسية تنوعت اهتمامات هذا المفكر من شعر وادب ولغة وفلسفة وسياسة. اقتصر بحثي هذا على الشخصانية الواقعية عنده؛ لأنها تمثل نقطة انطلاق افكاره الفلسفية المهمة فقد تضمنت الشخصانية اغلب المفاهيم و الدلالات و المصطلحات التي عمل عليها الحبابي. تناولت في المبحث الاول الشخصانية ليست ابتكار جديد بدء مع فيلسوفنا فهي كمذهب او كمصطلح ومذهب وأضح ودقيق بدا مع الفيلسوف الفرنسي (رونوفيه) و من ثم (مونييه ولاكرو). أما المبحث الثاني؛ فقد تضمن اهم المفاهيم لفهمالشخصانية عند الحبابي وهي الكائن و الشخص و الانسان اضافة الى عرض الشخصانية الواقعية. من خلال عرض تحليلات و انتقادات الحبابي لأطراف هذه الفلسفة. نجد مزيج فلسفي من اتجاهات فلسفية تهتم بالإنسان مثل الوجودية - الشخصانية - اليرغسونية الماركسية اثرت في فلسفة الحبابي فتراه هنا و هناك في كتبه يحاور الفلاسفة و ذلك ليتجاوز المفاهيم التي قالوا بها لبناء مفهوم اعمق و اكمل. ومن أهم هذه الفلسفات هي فلسفة مونييه الشخصانية فهناك من يضع الحبابي في خانة المنتج و النقل لمفاهيم هذه الفلسفة الا ان المتأمل لفلسفة الحبابي يعترف له بالابتكار الفكري الجديد الفلسفي، فلسفته عكست هموم المفكر التواق لا الا الحرية بل الى التحرر و لا الى الكينونة بل الى التشخصن اذًا؛ الشخصانية هي لحظة من لحظات بناء وتأسيس فلسفة الحبابي و ذلك نحو بناء افكار و فلسفات جديدة تهم الانسان الشرقي وهمومه.
