تنبع أهمية هذه الدراسة من الحاجة الملحة لدراسة واقع الامن الصحي في العراق من كون إن الخدمات الصحية والعمل على تأمين مؤشراتها يأتي في طليعة العمل الوطني للدولة، لما لهذه الخدمات من تأثير ايجابي في مسيرة التنمية والبناء والاستقرار الاجتماعي إذا ما أحسن توجيهها وإدارتها وتواصلت على أسس علمية صحيحة وتخطيط سليم ،هدفت هذه الدراسة الى بيان وتقييم واقع المتغير الصحي في العراق مقارنة مع دول الجوار الجغرافي من خلال تناول عدد من المؤشرات الصحية التي يراها الباحث مرآة تعبر بصدق عن الواقع الصحي في الدولة وهي ((معدل وفيات الأطفال الرضع،نسبة الذين تتوافر لهم مياه نقيه، نسبة الأطفال المحصنين ،نصيب الفرد من السعرات الحرارية ،عدد المرضى لكل سرير ،عدد الأسرة في المستشفى لكل (10) إلف نسمة ،عدد المرضى لكل طبيب ،ونسبة الإنفاق على الصحة من الناتج المحلي الإجمالي )). اذ قامت الدراسة بتحليل اثر هذه المؤشرات في قوة الدولة ، كما سعت الدراسة أيضا الى الوقوف على واقع مختلف المؤسسات الصحية العراقية الحكومية منها والأهلية والتغيير الذي أصابها للمدة 2005-2012 ،ولتحقيق مجمل الأهداف انتهج الباحث المنهج التحليلي للوصول الى النتائج العلمية الدقيقة معتمدا الأساليب الإحصائية ذات العلاقة . وقد تم جمع البيانات عن المؤشرات الصحية في منطقة الدراسة من خلال ما صدر عن المؤسسات الحكومية في العراق او عن طريق البرنامج الإحصائي للأمم المتحدة  او بعض الدراسات المتخصصة ،وبعد مناقشة مشكلة الدراسة  والأهداف والفرضيات  ،توصلت الدراسة إلى ان العراق احتل المرتبة الأخيرة مقارنة مع دول الجوار الجغرافي  ،إذ حصل على وزن (7.5) درجة مقابل تركيا التي حصلت على أعلى وزن وهو (22) درجة وهو فارق كبير جدا،وهذا بسبب عدم الاستقرار الذي مر به العراق على مدى ثلاث عقود خلت وبناءا ًعلى هذه النتائج يوصي الباحث إلى الاهتمام بالقطاع الصحي والتقليل من حجم الفجوة الصحية من خلال اعتماد الرعاية الصحية الأولية والتوسع أفقيا في إنشاء المراكز والمستشفيات الصحية ورفدها بالكفاءات والمعدات الحديثة وتقديم الدعم المادي لها .